الزمان: 20 .3. 2015

المكان: المملكة المتحدة

الحدث: كسوف الشمس

بطل هذه الواقعة: شركة أوريو

من منا لا يتذكر حملة أوريو الشهيرة التي استغلت واقعة كسوف الشمس في اللحظة والدقيقة التي حدثت فيها عندما ملئت شاشات الإعلانات العملاقة الشوارع التي عرضت “كسوف شمس أوريو”؟

حسناً، ماذا نسمي هذه التقنية الخلاقة في الإعلان؟

إنه التسويق اللحظي!

ما هو التسويق اللحظي؟

تحتاج العلامات التجارية إلى استغلال اللحظة وتسخير الأحداث الدارجة في الوقت الآني لتكون مختلفة في تقديم محتوى يجذب انتباه الجمهور أكثر.

يركز التسويق اللحظي على توظيف الأحداث الحالية بطريقة تمكن المسوقين من استخدامها بناءً على معلومات حول ما يحدث في هذه اللحظة. بدلاً من إنشاء خطة تسويق مسبقاً وتنفيذها وفقاً لجدول زمني محدد، يعمل هذا الاتجاه التسويقي على إنشاء استراتيجية تركز على الأحداث الحالية ذات الصلة والتعليقات الفورية من العملاء والتي تغزوا الساحات الإلكترونية والعالم بشكل مفاجئ.

في المقابل، يتصيد التسويق اللحظي معلومات وبيانات المستخدم عبر الإنترنت، لتوفير إعلانات فردية وفورية له.
يمنح جمع البيانات عبر الإنترنت الشركات القدرة على تقديم إعلانات فورية تستجيب لما يفعله الأفراد مؤخراً وبشكل مباشر، مثل ما يشتريه الفرد ويبحث عنه ويتصفحه عند الاتصال بالإنترنت.

أصناف التسويق اللحظي:

يستخدم تجار التجزئة عبر الإنترنت في المقام الأول التسويق اللحظي، من خلال مراقبة عمليات البحث والاختيارات والمشتريات والتعليقات المقدمة من المستهلكين لإنشاء صفقات وإعلانات ورسائل نصية ورسائل بريد إلكتروني وعروض خاصة لهذا العميل.

على سبيل المثال، فلنأخذ بعين الاعتبار (أوربن أوتفيتيرز) التي تجمع المعلومات أثناء تصفح الزائر للموقع، مثل العناصر التي يشاهدها، والكلمات الرئيسية التي يستخدمها، بالإضافة إلى عمليات الشراء التي يقوم بها. أثناء تجول الزائر عبر الموقع، تظهر إعلانات البانر المرتبطة تحديداً بهذه الكلمات الرئيسية، ومشاهدات المنتج وعمليات الشراء.

تشمل المجالات الأخرى التي تتأثر بالتسويق اللحظي على الأخبار والمنشورات الترفيهية عبر الإنترنت، والتفاعل والاستجابة للأخبار فور حدوثها. ويتضمن هذا القصص حديثة الوقوع على الموقع الإلكتروني ورسائل البريد الإلكتروني “الأخبار العاجلة” والنصوص للمشتركين. المنظمات التي تستخدم المعلومات والبيانات الآنية تتمثل ب “سي إن إن نيوز” وموقع “تي إن زد” الترفيهي.

مزايا التسويق اللحظي:

محتوى سهل وسريع التحضير:

يوفر التسويق اللحظي الوقت الذي تستغرقه في ابتكار أفكار جديدة تخدم أهدافك التسويقية. بصفتك مالكاً لنشاط تجاري صغير، لديك الكثير لتفعله بحيث يصعب عليك إيجاد الوقت لكتابة منشور أو تجهيز أفكار للمحتوى. ومع ذلك، يعد التواجد المستمر على الإنترنت والمشاركة المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي أمراً بالغ الأهمية لجذب الاهتمام، وكذلك للحصول على العملاء والحفاظ عليهم.

التأثير الفعال:

غالباً ما يكافح المسوقون للتوصل إلى طرق جديدة ومبتكرة لإشراك المستهلك المتصل دائماً. يقدم التسويق اللحظي حلاً يمكين المسوقين من تكييف رسالتهم مع سياق معين، فإن هذا النوع التسويقي يسمح للشركات بالتواصل مع الأشخاص في المكان والوقت المناسبين.

زيادة التفاعل والمشاركة:

باستخدام التسويق اللحظي، يمكن للشركات الوصول إلى الأشخاص المهتمين بمنتجاتهم أو خدماتهم في أي مكان وفي أي وقت. بدلاً من تفجير الرسائل العامة عبر جميع منصات الوسائط الاجتماعية، يمكنك تخصيص هذه الرسائل لإثارة حوار مع المستهلكين، وزيادة جودة التفاعلات.

يمكن أيضاً أن يزيد التسويق اللحظي من تفاعل الجمهور وذلك مع 76 % من العلامات التجارية التي تدعي أن استخدام التسويق اللحظي زاد من تفاعل العملاء. يبدو أن التسويق اللحظي يمكن أن يجمع العملاء والشركات معاً نظراً لأن العلامات التجارية تنتج محتوى ذي صلة بما يحدث في العالم الحقيقي. لكن هذا النوع لا يزيد نسبة المشاركة فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تساهم في زيادة رضا العملاء والمشاعر الإيجابية للعلامة التجارية، كما أفادت 56 % من العلامات التجارية.

التسويق اللحظي هو نجاح حقيقي ملموس بكل معنى الكلمة. تعتقد 25 % من العلامات التجارية أن استخدام هذا النوع يحسن معدلات التحويل والعائد على الاستثمار. نظراً لأن العملاء يفضلون تلقي رسالة أكثر صلة ومصداقية وحداثة لتمنحهم شعور أكبر بالارتباط بعلامتك التجارية، باختصار، إن هذا النوع التسويقي يساهم في تحسين كفاءة العلامات التجارية بنسبة تصل إلى % 44

أهم الأدوات التي تخدم التسويق اللحظي:

هناك العديد من الأدوات التي تسهل عملية إدارة جهودك الاجتماعية المرتبطة بالتسويق اللحظي، مثل “هوتسوت” و”كوتويت” و”تويتديك” (التابعة لتويتر). يمكن لهذه الأدوات النشر على شبكات متعددة وجدولة التغريدات وتصفية عمليات البث الخاصة بك حتى تتمكن من التركيز على المحتوى المهم. يوفر “هوتسوت” أيضاً ميزات دقيقة مثل عمليات تنسيق تعاون الفريق والتحليلات.

هل تريد معرفة ما يُقال عن علامتك التجارية (تقريباً) في أي مكان على الويب؟ ما عليك سوى استخدام أداة “سوشل منشن” التي ستساعدك في هذا التحدي.
هنالك أدوات آخرى مفيدة للغاية ودعني اسميها (أدوات المراقبة الاجتماعية) مثل “رادين٦” و”بودي ميديا” و”باز ميتريكس”، وكلها توفر القدرة على مراقبة النشاط الاجتماعي وقياسه ومتابعته.

بمجرد معرفة من يتحدث عن علامتك التجارية، سيصيبك الفضول لمعرفة مدى تأثيرهم على مشهد وسائل التواصل الاجتماعي في اللحظة. يحاول “كلوت” و”بيرإنديكس” إرفاق بعض السياق المتصل بشخصية المستخدمين عبر الإنترنت من خلال مراقبة نشاطهم الاجتماعي، ثم ترتيب تأثيرهم على موضوعات محددة ومع أشخاص آخرين. إذ أنه مهم جداً مشاهدتهم وهم يحاولون التأثير على نشاطك سواء بشكل إيجابي أم سلبي.

استراتيجيات التسويق اللحظي:

لماذا تحتاج إلى استراتيجية خاصة بالتسويق اللحظي؟

إن أبسط ما يدفعك لبناء محتوى لحظي في استراتيجيتك هو أن تفاعل العملاء سيرتفع بشكل لا يصدق وذلك مثبت من خلال الأرقام التالية:

صرح 76 % أن التسويق اللحظي زاد من تفاعل الجمهور.
أفاد 35 % أنهم شهدوا زيادة في الوصول والمتابعين.
بينما يعتقد 25 % أنه يحسن التحويل والعائد على الاستثمار.

وخلال اتباع استراتيجية محددة خاصة فيه، لابد من التركيز على:

الاستعداد الدائم:

للقيام بالتسويق اللحظي بشكل صحيح، تحتاج إلى متابعة حية ومباشرة لمجريات الأحداث وتوظيف الاتجاهات فور حدوثها. فيما يلي ثلاث طرق تساعدك في هذه المهمة:

تابع على غوغل أهم الاتجاهات الحديثة في مجال عملك. ما هي بعض الموضوعات الأكثر إثارة في مجالك؟
راقب جميع الأحداث في الوقت الفعلي في مجال عملك. كيف يوظف منافسيك الأحداث الحالية في عملهم؟
تابع المؤثرين عن كثب وقم بتطوير العلاقات معهم. يمكن أن يكونوا مدافعين عن علامتك التجارية ويساعدون في انتشار جهود التسويق اللحظي الخاصة بك عند الحاجة.

مرة واحدة لا تكفي:

كن مستعداً للمشاركة في المحادثات والرد فيها والبدء بها في أي وقت. إذا كان عملاؤك نشطين على لينكدإن وتويتر، فتواجد حيث هم لتجيب عن أسئلتهم. كن جزءاً نشطاً من المحادثة بحيث تكون خيارهم الأول عندما يكونون مستعدين للشراء لأنك موجود بالفعل.

تعرف على الكلمات الرئيسية وأساليب تحسين محركات البحث التي تساعد على تحسين فعالية جمهورك في القنوات الاجتماعية.

مثال ناجح عن التسويق اللحظي:

أوريو مجدداً… لأنهم بالفعل أساتذة التسويق الرقمي بشكل عام والتسويقي اللحظي بشكل خاص.

من منا لا يحب أوريو؟

كلنا نحبها!

تمثل أوريو مثالاً تسويقياً يحتذى به في هذا المجال للمسوقين من جميع أنحاء العالم. خلال 2013، واجهت “نيو أورلينز” انقطاع في الكهرباء واغتنم فريق التسويق في أوريو الفرصة لتسويق منتجاتهم بشكل فريد على تويتر.

قاموا بتغريد صورة لأوريو في الظلام ومعها عبارة “لا يزال بإمكانك تغطيسها في الظلام.” وقاموا بتعليق عليها قائلين:

“انقطاع في التيار الكهربائي؟ ليس هناك أي مشكلة”. لقد حقق نجاحاً فورياً بين جمهور تويتر، وإلى اليوم، لا يمكننا التوقف عن الثناء على عبقرية الفريق التسويق الخاص بأوريو.

التسويق اللحظي و وسائل التواصل الاجتماعي:

باختصار، تدفعنا سرعة تطور الاتجاهات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي إلى اقتناص الفرص بأسرع وقت ممكن، فأنت تحتاج إلى مشاركة المحتوى أثناء المحادثة مباشرة. إذا فات الأوان، فلن يهتم بك أحد.

ويجب أن يكون هذا المحتوى:

ملائم:

يحتاج المحتوى الخاص بك إلى نوع من المساهمة الهادفة في المحادثة. لا يمكنك فقط إضافة هاشتاغات شائعة إلى تغريدة بعيدة عنها تماماً لتضمن انتشار هذا المحتوى.

قابل للمشاركة:

يبقى الهدف الأول من تواجدك الرقمي هو نشر محتوى تسهل مشاركته. تعد التغريدات أو منشورات الفيسبوك أو مقاطع الفيديو القصيرة أو ملفات الجيف مثالاً مناسباً، بعيداً عن ملفات بي دي إف أو منشورات المدونات الطويلة أو مقاطع الفيديو التي تستغرق مشاهدتها ساعات طويلة.

التسويق اللحظي وتويتر:

نظراً لخيارات المشاركة الفورية وسهولتها، يعد تويتر مفيداً بشكل خاص لمشاركة الأحداث في الوقت الفعلي، من كأس العالم لكرة القدم إلى برامج المسابقات العالمية. بدلاً من انتظار متابعة الأخبار من خلال البرامج التلفزيونية أو الصحف، يتابع الأشخاص المنصات الاجتماعية مثل تويتر للحصول على المعلومات فور حدوثها.

على الأرجح، الاتجاهات اليومية هي أفضل جرعة تعزز أجندة هذا النوع التسويقي. يمكن لأي شيء أن يكون شائعاً، احرص على متابعة الاتجاهات التي يمكنك تكييفها بسهولة مع خدمات نشاطك التجاري أو علامتك التجارية بشكل عام بطريقة ذكية وموجزة.

أحد الأمثلة الأكثر شهرة للتسويق اللحظي باستخدام اتجاهات تويتر يتمثل بطرح آيفون ستة وآيفون بلاس إلى السوق، علقت العديد من الشركات بروح الدعابة مثل “كيت كات” حين أشارت إلى نغمة “أعطني استراحة” الشهيرة، وقد حصلت تغريدة كيت كات المناسبة والمضحكة على قدر كبير من الاستجابة (ما يقرب 30،000 إعادة تغريد).

يوضح هذا المثال للتسويق اللحظي فوائد استكشاف الاتجاهات وانتظار الفرصة للتوصل إلى رسالة تسويقية مناسبة. ابتكر رسالة ذات صلة ومرجعية ذاتية (الأغنية).

يُعد الإعلان المناسب من خلال التسويق اللحظي المفتاح الأول لبناء الوعي بعلامتك التجارية بالإضافة إلى تقوية أواصر المحبة مع جمهورك.

والأهم من ذلك، هو توظيفه بطريقة ذات صلة إلى الموضوع وهنا يكمن الإبداع، لأن العلامة التجارية تكيف نفسها مع قصة تم إنشاؤها بالفعل، بدلاً من الترويج لقصة خاصة بها، وبالتالي، ستكون الرسالة أيضاً فعالة للغاية عندما يتم تنفيذها بشكل صحيح، لكي يقوم الجمهور بمشاركته بأنفسهم.

تذكر…

“التسويق اللحظي لا يتقنه الجميع. للاستفادة منه، يجب أن تكون لديك فكرة واضحة عما تريد تحقيقه من خلاله.”

ديفيد أميرلاند

لذلك، لابد من معرفة الطريقة والوقت المناسب والرسالة التي ترغب في توجيها في اللحظة المناسبة للحدث وكل هذه الأمور ستحصل عليها في شبلي ماركتنغ وبعرض مميز جداً. تواصل معنا!